04-03-2008, 04:17 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
|
اسم الله الديان
اسم الله الديان ,
اسم الله " الديان "
للداعية محمد راتب النابلسي
!!! حصريا وعلى منتديات لمعه فقط !!!
بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.. اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم, ومن بحور الشهوات إلى جنات القربات..
أيها الإخوة الكرام مع اسم من أسماء الله الحسنى والاسم اليوم "الديان" ولم يرد هذا الاسم في القرآن ولكنه ورد في حديث النبي العدنان ورد دالا على العلمية وعلى كمال الوصف والديان من دان دان يدين أي : جازى يجازي ويوم الدين : يوم الجزاء ولابد من وقفة متأنية حول طريقة الإيمان بيوم الجزاء.. بيوم الدين ونحن في سورة الفاتحة نقرؤها كل يوم عشرات المرات {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين} في الحقيقة هناك دوائر ثلاثة :
*دائرة المحسوسات وأداة اليقين بها الحواس الخمس.
*ودائرة المعقولات وأداة اليقين بها العقل. *ودائرة الإخباريات وأداة اليقين بها الخبر الصادق.
ونحن في الدين حينما نضع كل قضية أو كل مقولة في مكانها الصحيح يسهل البحث فيها فالمحسوسات شيء ظهرت عينه وظهرت آثاره.. فأداة اليقين بها الحواس الخمس ضوء متألق تراه بعينك صوت مسموع تسمعه بأذنك لون أبيض تدركه بالعين شيء خشن تحسه باللمس طعم مر تكتشفه بالذوق الله عز جل أودع فينا الحواس الخمس والعلوم عندما تطورت صنعت استطالات للحواس الخمس فالمجهر استطالة للعين والتلسكوب استطالة للعين وتكبير الصوت استطالة للأذن إذن الدائرة الأولى دائرة المحسوسات وأداة اليقين بها الحواس الخمس فأية قضية تعبر عن شيء ظهرت عينه وآثاره أداة اليقين بها الحواس الخمس هذه قضية لا خلاف فيها ونحن نشترك فيها مع بقية المخلوقات فدابة عندما ترى حفرة تقف الحواس الخمس أداة اليقين بها ونشترك فيها مع بعض المخلوقات ولكن الدائرة التي يتميز بها الإنسان هي دائرة المعقولات وتعني شيئا غابت عينه وبقيت آثاره أنت ترى من التنظيم المنظم بعقلك وترى من التيسير المسير وترى من الحكمة الحكيم وترى من الخلق الخالق فالدائرة الثانية دائرة المعقولات يعني جهة غابت عينه وبقيت آثاره وهذا مجال العقل لذلك : هذا الكون أثر من آثار الله بل هو الثابت الأول في العقيدة كون ينطق بوجود الله
أعيننا لا ترى الله {لا تدركه الأبصار} ولكن العقل يصل إليه فالذات الإلهية غابت عن حواسنا ولكن الله سبحانه وتعالى أودع فينا عقولا نستطيع من خلال هذه العقول لا أن نحيط بل أن نصل وفرق كبير بين الإحاطة والوصول أنت بمركبتك تصل إلى البحر لكنك بهذه المركبة لا تستطيع أن تخوض بها البحر فعقولنا تصل إلى الله وفي كل شيء آية تدل على أنه واحد إذن الدائرة الثانية هي دائرة المعقولات يمكن أن تؤمن الإيمان الصحيح من خلال العقل فالكون يدل على الله موجودا وواحدا وكاملا وأسماء الله الحسنى ظاهرة في الكون.. بل إن الكون مظهر لأسماء الله الحسنى.. بل إن الكون يشف عن أسماء الله الحسنى فأنت بإمكانك أن تصل إلى الله من خلال الكون أن تصل إليه مؤمنا بوجوده, ووحدانيته, وكماله وممكن أن تصل من خلال العقل إلى أن هذا القرآن كلامه ولاسيما من خلال وقوع الوعد والوعيد ومن خلال إعجازه.. وقوع الوعد والوعيد دليل قطعي على أن هذا الكلام كلام الله وإعجاز القرآن الكريم دليل أيضا على أن الكلام كلام الله ويمكن أن تؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال العقل لأن من جاء بهذا الكتاب المعجز لابد أن يكون رسول الله القضية واضحة جدا أنت بعقلك تؤمن بوجود الله ووحدانيته, وكماله من خلال الكون وبعقلك تؤمن أن هذا القرآن كلام الله من خلال الإعجاز, ومن خلال وقوع الوعد والوعيد وأنت بعقلك تؤمن بأن هذا الإنسان الذي اسمه محمد بن عبد الله من خلال القرآن وهنا ينتهي دور العقل وأي شيء عجز عقلك عن إدراكه أخبرك الله به مثلا : هناك ميزان في أعلى مستوى وفي أعلى أداء إلا أنه مصمم لمكان أو لدكان أو بقالية تستخدمه ما بين خمسة جرامات.. بين خمس كيلو فيه تعقيدات مذهلة, وفيه دقة بالغة إلا أن هذا الميزان مهمته محدودة بين خمس جرامات وخمسة كيلو فمادام استخدامه بين هذين الحدين يؤدي نتائج رائعة ويجب أن تؤمن أن العقل محدود بمهمة محدودة فمادام استخدامه في هذا المجال يؤدي العقل نتائج رائعة إلا أنك إذا استخدمت العقل في شيء غيبي في شيء غابت عينه وآثاره العقل لا يفلح إذن أي شيء عجز عقلك عن إدراكه أخبرك الله به أخبرك الله بالقرآن الكريم عن الماضي السحيق عن بدء الخليقة أخبرك القرآن الكريم ماذا بعد الموت عن اليوم الآخر عن الحساب عن الجزاء عن الجنة عن النار عن الصراط أخبرك الله عن أسمائه الحسنى إذن مادام البحث وفق هذا النظام: قضية حسية أداة اليقين بها الحواس الخمس قضية عقلية أداة اليقين بها العقل قضية إخبارية أداة اليقين بها الخبر الصادق.
القضية الأولى : ظهرت عين الشيء وآثاره. القضية الثانية : غابت عين الشيء وظهرت آثاره. القضية الثالثة : غابت عين الشيء وآثاره أنت حينما تضع كل قضية في الدين في مكانها الصحيح تجد يسرا في الفهم واليقين والتعامل معها في القضايا التي غابت عينها وآثارها أداة اليقين بها الخبر الصادق لذلك يوم الدين من الدائرة الثالثة وأنصح كل الإخوة المؤمنين إذا تحاوروا مع إنسان اهتزت عنده بديهيات الإيمان أن لا يطرحوا معه قضايا من النوع الثالث ليس لها دليل عقلي وليس لها دليل حسي دليلها الوحيد الأخبار وهو لا يصدق هذا الخبر الذي جاء به القرآن الكريم إذن يوم الدين من الدائرة الثالثة من دائرة غابت عينها وآثارها وسبيل اليقين بها الخبر الصادق فنحن آمنا بالله من خلال الكون وآمنا بالقرآن من خلال الإعجاز وآمنا بالنبي الكريم من خلال القرآن وانتهى دور العقل وجاء دور النقل النقل أخبرنا أن هناك يوم آخر يوم تسوى فيه الحسابات يوم يؤخذ فيه من القوّي للضعيف من الظالم للمظلوم يوم يعطى فيه كل ذي حق حقه يوم يقوم فيه الناس لرب العالمين يأتي الناس ربهم فرادى هذا اليوم أساسي جدا في الإيمان لذلك ما اقترن ركنان من أركان الإيمان في القرآن كما اقترن الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر الإيمان بالله لابد أن يحملك على طاعته والإيمان باليوم الآخر ينبغي أن يمنعك من أن تؤذي مخلوقا وما لم يحملك إيمانك بالله على طاعته وما لم يحملك إيمانك باليوم الآخر على البعد عن إيذاء خلقه فالإيمان لا قيمة له إطلاقا بل قد أقول لكم إن إبليس حينما قال : رب فبعزتك آمن بالله ربا وعزيزا ولكن لأنه استكبر وعصى فهذا الإيمان لا قيمة له إذن لا قيمة للإيمان الذي لا يحملنا على طاعة الله ولا قيمة للإيمان باليوم الآخر الذي لا يحملنا على اتقاء أن نؤذي مخلوقا إلا أن عالما كبيرا من علماء المسلمين - وهو ابن القيم رحمه الله تعالى – يرى أن الإيمان باليوم الآخر من الدائرة الثانية دليله عقلي لأن العقل لا يقبل أن كونا عظيما يشف عن إله عظيم عن خالق قوّي كامل.. عادل.. رحيم أن يخلق إنسانا قوّيا وضعيفا والقوّي يأكل الضعيف وينتهي الأمر إنسان غني يستغل الفقير ويأتي يوم الدين وينتهي الأمر لا يعقل ولا يقبل أن تسوى الحسابات لا يعقل ولا يقبل أن لا يكون هناك يوم تسوى فيه الحسابات يؤخذ للضعيف من القوي للمظلوم من الظالم لذلك ورد في القرآن الكريم قوله تعالى : {وإن منكم إلا واردها} أي : النار وقال العلماء : ورود النار غير دخولها دخول النار دخول جزاء أما ورود النار ورود إطلاع فمن أجل أن تتحقق من عدل الله الإنسان يرد النار يوم القيامة ولا يتأثر بوهجها ليرى تحقيق اسم الله العدل بالمناسبة أسماء الله الحسنى كلها محققة في الدنيا إلا أن اسم العدل محقق جزئيا فالله سبحانه وتعالى يكافئ بعض المحسنين تشجيعا للباقين, ويعاقب بعض المسيئين ردعا للباقين ولكن تسوية الحسابات وختام الحسابات {وإنما توفون أجوركم يوم القيامة} إذن يمكن أن يكون الإيمان باليوم الآخر عن طريق العقل لأن كمال الخلق يدل على كمال التصور لا يعقل لإله عظيم قوي كريم رحمن رحيم أن يدع عباده من دون حساب قال تعالى: {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا} مستحيل وألف ألف مستحيل أن يخلق الإنسان عبثا العبثية تتناقض مع وجود الله أما أن تؤمن بوجود إله كامل وعادل أو أن تؤمن بالعبثية لذلك الشر المطلق لا وجود له في الكون هناك شر نسبي موظف بالخير المطلق أما شر مطلق ما في لذلك : {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير} لم يقل والشر {بيدك الخير} لأن إيتاء الملك خير وأحيانا يكون نزع الملك خيرا خير للأمة وخير لمن أدبه الله بها والإعزاز خير والإذلال خير لذلك يرى علماء التوحيد أنه لا يجوز أن تقول : الله الضار والضار من أسمائه ينبغي أن تقول : الله ضار نافع خافض رافع مذل معز أي : هو يضر لينفع, ويخفض ليرفع, ويذل ليعز, وعجب ربكم لقوم يساقون إلى الجنة بالسلاسل أنت عندما تؤمن بكمال الله ووحدانيته ترى أن الشر النسبي موظف للخير المطلق لذلك الديّان صيغة مبالغة
وماذا تعني المبالغة إذا ارتبطت بأسماء الله الحسنى؟ تقول : غفور وزن فعول يفيد المبالغة يعني يغفر أكبر ذنب ويغفر مليون ذنب يغفر كما ونوعا صيغ المبالغة إذا تعلقت بأسماء الله الحسنى تعني شيئين : المبالغة بالكم والمبالغة بالنوع فالله عز وجل ديّان بمعنى أنه سيحاسب عن كل الذنوب مهما كثرت والديّان سيحاسب عن كل الذنوب مهما كبرت {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} النبي عليه الصلاة والسلام في عدد من أحاديثه ورد في نصوصه اسم الديّان أنا الملك أنا الديّان.." والذنب لا ينسى والديّان لا يموت اعمل ما شئت فكما تدين تدان".والبطولة لا أن تعيش الحاضر كشأن معظم الناس الغافلين البطولة أن تعيش المستقبل وفي المستقبل حساب دقيق {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} ويأتي على القاضي العادل يوم القيامة ساعة يتمنى أن لو لم يقض بين اثنين في تمرة سيدنا عمر يقول : "والله لو تعثرت بغلة في العراق لحاسبني الله عليها : لم لم تصلح لها الطريق يا عمر؟" أرجح الناس عقلا من خاف الواحد الديّان أرجح الناس عقلا من جهز جوابا للملك العادل رب العالمين أعقل الناس من عاش المستقبل من عاش يوم الحساب لذلك سئل طالب نال الدرجة الأولى في الامتحان : بم نلت هذا التفوق؟ قال : لأن لحظة الامتحان لم تغادر مخيلتي طوال العام والمؤمن الصادق قبل أن يعطي.. قبل أن يمنع.. قبل أن يغضب.. قبل أن يرضى.. قبل أن يصل.. قبل أن يقطع.. قبل أن يطلق.. قبل أن يتهم.. قبل أن يفتري.. قبل أن يضرب.. قبل أن يفعل أي شيء : أعندك جواب لله عز وجل؟ لو أن الله أوقفك يوم القيامة بين يديه : لم فعلت كذا؟ منحتك نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد ونعمة الهدى والرشاد لم فعلت كذا؟ لم طلقت زوجتك؟ لم أخرجت شريكك من الشركة؟ لم.. لم تعتن بابنك؟ كل شيء سوف نسأل عنه والبطولة لا أن تعيش الحاضر كما يعيشه معظم الناس البطولة أن تعيش المستقبل ما من إنسان أعقل ممن عاش اليوم الآخر لذلك يجب أن ننقل اهتماماتنا نقلا حقيقيا من هذه الدار الفانية إلى الدار الباقية يجب أن نجهز لكل سؤال جوابا له يوم القيامة يقول لي أحدهم : أنا أعطيت ابني هذا البيت أقول له : إذا كان معك جواب يوم القيامة ما في مشكلة أبدا هذا مالك والهبة جائزة في الشرع أما أحيانا تعطي عطاء فيه محاباة وفيه ظلم فالبطولة قبل أن تفعل وتتحرك.. قبل أن تعطي.. قبل أن تمنع.. قبل أن تغضب.. قبل أن ترضى.. قبل أن تصل.. قبل أن تقطع.. جهز لربك جوابا هيئ جوابا ليوم الدين وتقرأ أنت في الفاتحة كل يوم {الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين} والعقل أن تصل إلى الشيء قبل أن تصل إليه ومن نعم الله العظمى هذا الخيال الذي يتيح لك أن تعيش المستقبل الخيال يتيح لك أن تصل إلى المستقبل قبل أن تصل إليه.. بل إن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بين لك مشاهد من يوم القيامة : {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه إني ظننت أن ملاق حسابيه فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه خذوه فغلوه}.
إخوتنا الكرام: أزمة أهل النار في النار أزمة علم والدليل: {لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير} فإذا أردنا الدنيا فعلينا بالعلم وإذا أردنا الآخرة فعلينا بالعلم وإذا أردناهما معا فعلينا بالعلم والعلم لا يعطينا بعضه إلا إذا أعطيناه كلنا فإذا أعطيناه بعضنا لم يعطنا شيئا ويظل المرء عالما ما طلب العلم فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا ليربحهما معا والجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معا والحمد لله رب العالمين
|
|
|