الخلايا الجذعية لتجديد الأنسجة المفرزة للأنسولين ,
الحياد - أريج العثمان :
من المعروف أن داء البول السكري هو واحد من الأمراض المزمنة الذي يتميز بنقص في كتلة الخلايا وعدم توازن الغلوكوز. وتنتج عن هاتين الوضعيتين مجموعة متنوعة من المضاعفات الحادة إضافة إلى قصر متوسط العمر المتوقع. ولا يمثل العلاج الحالي للأنسولين نظاما علاجيا نظرا لصعوبة ضبط جرعة الأنسولين. وغالبا ما يفشل الأنسولين الخارجي في تحقيق النظام الأمثل لضبط الأنسولين حتى عندما يتم استخدام النظم المكثفة. وإضافة إلى ذلك غالبا ما يؤدي العلاج المكثف الذي يستخدم حقن أنسولين يومية متعددة ومضخة حقن أنسولين مع تكرار مراقبة نسبة الغلوكوز في الدم إلى زيادة في معدل وشدة نوبات انخفاض السكر في الدم.
ووسط كل هذه المعلومات التي تبدو محبطة نوعا ما خرج دكتور فيكاس أهلوواليا رئيس إحدى المؤسسات الخاصة برعاية مرض السكري في الهند ليكشف عن مفاجأة سارة لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض حول العالم حيث قال إنه قد بات من الممكن معالجة السكري بوساطة الخلايا الجذعيّة أو ما يعرف بالعلاج الخلوي (cell therapy). ويؤيد دكتور فيكاس أن عكس مرض السكري مع الابتعاد التام عن حقن الأنسولين أمر من الممكن تحقيقه من خلال زرع البنكرياس والنسيج الجزيري islet tissue الذي ينتج الأنسولين في البنكرياس لكنه أشار إلى أن نقص الجهات المانحة قد يدفع نحو إجراء عملية بحث مكثفة عن مصادر بديلة للخلايا.
هذا ويتم تعريف الخلايا الجذعية على أنها الخلايا التي تتميز بالقدرة على تجديد نفسها من تلقاء نفسها بالإضافة لإمكانية استخدامها في المختبر كما تنقسم إلى نسب خلوية متعددة. أما الخلايا الجذعية الجنينية فتشتق من الأجنة الثديية في مرحلة الكيسة الأرومية Blastocyst وتمتلك القدرة على توليد أي خلية متمايزة في الجسم. أما الخلايا الجذعية للبالغين فهي جزء من أنسجة معينة من خلايا الكائن الحي بعد الولادة تلتزم بأن تمايز بين بعضها البعض بداخلها. وهناك ميزة أخرى لتلك الخلايا وهي أنها تتصرف كنموذج ذاتي يمكن الاستعانة فيه بخلايا الشخص المريض ومن ثم منع حدوث ما يعرف ب "الرفض المناعي".
ومن بين الفوائد التي تمتلكها الخلايا الجذعية الجنينية هي إمكانية قيامها بنشر عدد غير محدود من الخلايا التي تمتلك القدرة على أن تقوم بنفس الدور الوظيفي لأنسجة الغدد الصماء. وقد قال دكتور أهلوواليا أن الميزة الأهم من وراء عملية زرع النسيج الجزيري هو تحقيق إفراز فسيولوجي للأنسولين لدى هؤلاء المرضى القادرين على تحقيق الاستقلالية في إفراز الأنسولين. وتابع أهلوواليا حديثه بالقول :" تعتبر عملية زرع النسيج الجزيري عملية بسيطة من حيث التدخل الجراحي كما تعتبر أكثر أمانا من عملية زرع البنكرياس بأكمله. هذا وتحمل الأنسجة الجزيرية قدر أقل من الخواص الأنتيجينية أو مولد المضاد Antigen عن العضو بأكمله الذي قد يتطلب خفض المناعة بصحبة قدر أقل من الآثار الجانبية. كما يمكن التلاعب بالأنسجة الجزيرية داخل المختبر قبل عملية الزرع للحد من عمليات الرفض التي يقوم بها جهاز المناعة".
وفي الوقت ذاته أشار دكتور أهلوواليا إلى أن العيب الأبرز من وراء عملية زرع النسيج الجزيري هو التزام المريض بقمع مناعي مدى الحياة وهو الأمر الذي لا يكون مكلفا فحسب بل يحظى أيضا بآثار جانبية حقيقية. وحذر أهلوواليا كذلك من استخدام جرعة كبيرة من مثبطات الكالسينيورين تسبب في إثارة مخاوف من إمكانية حدوث تدهور في الاعتلال الكلوي لدى مرض الذين يعانون من السكري منذ فترة طويلة. وإضافة إلى ذلك تتطلب عملية زرع النسيج الجزيري جهتين مانحتين للأعضاء على الأقل لكل متلق لذا فإن تطبيقها على نطاق واسع ما زال محدودا بسبب عدم وجود ما يكفي من المانحين متآكلي الجيفة".